في 9 تشرين الأول/أكتوبر، عقدت النمسا ورابطة الحد من الأسلحة ورابطة "ديبكت" حدثاً جانبياً على هامش اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة تعزيز أهداف المادة السادسة من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لا سيما في ضوء انتهاء سريان معاهدة ستارت الجديدة المتوقع في شباط/فبراير 2026.
وقد عممت النمسا، إلى جانب دول أخرى، مؤخراً بياناً مشتركاً يدعو إلى "البدء العاجل في مفاوضات بشأن اتفاق يخلف" معاهدة ستارت الجديدة، التي تسمى رسمياً معاهدة زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها.
وقد جرى هذا الحدث الجانبي بعد أسابيع قليلة من اقتراح الرئيس فلاديمير بوتين، في 22 سبتمبر/أيلول، أن يلتزم الاتحاد الروسي بالحدود المركزية لمعاهدة ستارت الجديدة لمدة عام واحد إذا ما تصرفت الولايات المتحدة "بروح مماثلة". وفي حين أعلن الرئيس دونالد ترامب في وقت لاحق أن اقتراح الرئيس بوتين يبدو فكرة جيدة، إلا أن الولايات المتحدة لم تصدر أي رد رسمي حتى كتابة هذه السطور. وسيمثل انتهاء سريان المعاهدة المرة الأولى منذ أكثر من 50 عامًا التي لا توجد فيها اتفاقيات ثنائية للحد من الأسلحة بين البلدين.
وقال السيد ألكسندر كمنت مدير إدارة نزع السلاح والحد من التسلح وعدم الانتشار في وزارة الخارجية النمساوية إن انتهاء سريان معاهدة ستارت الجديدة يجب أن يثير قلق الجميع، وشدد على ضرورة العودة إلى بناء الثقة والحد من المخاطر النووية. وأكد على الحاجة الملحة للحفاظ على ما تم تحقيقه والاتفاق على مزيد من القيود على الترسانات النووية. وشدد على أن هذه التطورات حاسمة بالنسبة للمؤتمر الاستعراضي القادم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ورحب بالإشارات الإيجابية من الاتحاد الروسي والولايات المتحدة في هذا الصدد. وأكد على الفرصة المتاحة أمام المجتمع الدولي لدعم هذه المبادرة، مذكرا ببيان النمسا المشترك الذي دعت فيه النمسا إلى بدء المفاوضات.
سلطت السيدة شيزوكا كوراميتسو (مساعدة باحثة، رابطة الحد من الأسلحة) الضوء على عدم وجود مفاوضات رسمية بشأن اتفاق جديد، على الرغم من المؤشرات الإيجابية الأخيرة. وقالت إن الحدث الجانبي يهدف إلى المساهمة في المناقشة حول ستارت الجديدة من خلال تقديم وجهات نظر إقليمية مختلفة.


أشار السيد داريل كيمبل (المدير التنفيذي لرابطة الحد من الأسلحة) إلى ضيق الوقت المتبقي ورحب بتصريحات الرئيس ترامب والرئيس بوتين الأخيرة. وحذّر من أن كلا الطرفين قد يضاعفان حجم ترساناتهما دون وجود إطار عمل، مؤكداً أن ترساناتهما الحالية كافية للردع. وشدد على أهمية الحفاظ على أعداد معاهدة ستارت الجديدة لمدة عام على الأقل لتهيئة مناخ أفضل للتفاوض على اتفاق رسمي يخلفها، وشجع الدول الأخرى على دعم هذه المبادرة.
بافيل بودفيغ (باحث أول، برنامج أسلحة الدمار الشامل، معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح) وصف مبادرة الرئيس بوتين الأخيرة بأنها خطوة إيجابية ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد. واستناداً إلى تاريخ الحد من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا (والسوفييت)، أكد على أن قيمة العملية لا تكمن بالضرورة في المناقشة حول الأرقام، بل في فرصة المشاركة الملموسة في سياق صعب للغاية. وأشار أيضًا إلى أن روسيا منفتحة على مناقشة التحقق وأشار إلى الوسائل التقنية لمعالجة بعض المخاوف القائمة.
شددت جوليا بيرغوفر (زميلة أولى في مجال السياسات، شبكة القيادة الأوروبية) على أن عدم التوصل إلى اتفاق في فبراير 2026 سيشكل "لحظة فاصلة"، معتبرةً أن المقترح الروسي بحاجة إلى تقييم دقيق ونقدي. وسلطت الضوء على عدم وجود منظور أوروبي موحد حول هذه المسألة، مع التأكيد على فوائد هذا التمديد - لا سيما بالنسبة للمناخ التفاوضي لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار - وكذلك حدوده. وشجعت الدول الأوروبية على المشاركة في المناقشات والضغط من أجل استئناف تبادل البيانات.
وسلط المتحدثون الضوء على أن انتهاء سريان معاهدة ستارت الجديدة في فبراير 2026 ينبغي أن يدفع الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والدول الأخرى إلى دعم استئناف المفاوضات. وشددوا على أن المبادرة الروسية خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن ينبغي تقييمها بعناية. ومن شأن عدم وجود ترتيب بعد فبراير 2026 أن يؤدي إلى مخاطر كبيرة لسباق تسلح جديد وستكون له آثار سلبية على مؤتمر استعراض معاهدة عدم الانتشار لعام 2026. وعلى العكس من ذلك، سيكون للاتفاق اللاحق قوة معيارية قوية، بما في ذلك في سياق المناقشات حول المادة السادسة من معاهدة عدم الانتشار. وأُشير إلى أن الدول الأوروبية يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً من خلال الانخراط مع الولايات المتحدة بشأن هذه المسألة، في حين يمكن للدول الأخرى أن تدعم المبادرة من خلال إصدار بيانات في المحافل المتعددة الأطراف.
وخلال جلسة الأسئلة والأجوبة، طرحت الوفود أسئلة حول مواضيع مثل الاهتمام الروسي بالتمديد، واستجابة الولايات المتحدة المحتملة، والآثار المترتبة على معاهدة عدم الانتشار، والمشاركة مع الصين وأوروبا، ودور الدول غير الحائزة للأسلحة النووية، وأهمية معاهدة ستارت الجديدة بالنسبة لتطوير التكنولوجيات الناشئة.
معلومات ومصادر إضافية
Xiaodon Liang، روسيا تقترح تمديد ستارت الجديدة لمدة عام واحد، رابطة الحد من الأسلحة، أكتوبر 2025، https://www.armscontrol.org/act/2025-10/news/russia-proposes-one-year-new-start-extension
DeepCuts، ما بعد معاهدة ستارت الجديدة، سبتمبر 2025، 2025، https://deepcuts.org/publications/statements-briefings/after-the-new-start-treaty